ملعب “ريناتو دالّارا”، الذي افتتح في عام 1927، يعتبر رمزًا تاريخيًا لمدينة بولونيا وجزءًا هامًا من ثقافتها الكروية. منذ افتتاحه، أصبح الملعب موطنًا لنادي بولونيا واحتضن العديد من المباريات البارزة، بما في ذلك مباريات المنتخب الوطني الإيطالي والبطولات الدولية. على مر السنوات، شهد الملعب العديد من التغييرات والتحديثات، ولكن الهيكل الأساسي وسحره ظلا دون تغيير.

مع ذلك، ومع زيادة متطلبات المنشآت الرياضية والتغييرات في كرة القدم الحديثة، برزت الحاجة لتحديث الملعب لضمان راحة المشجعين والامتثال للمعايير الحديثة للسلامة.

أهداف التجديد

وفقًا للبيانات الرسمية من النادي، فإن هدف تجديد “ريناتو دالّارا” يتضمن ما يلي:

• زيادة السعة: يخطط النادي لزيادة سعة الملعب إلى أكثر من 30,000 مقعد، مما سيسمح بجذب المزيد من المشجعين وزيادة الإيرادات من المباريات والفعاليات.
• تركيب سقف قوسي: سيعمل السقف الجديد على حماية المشجعين من المطر والثلج، وسيكون قابلاً لنفاذ الضوء والهواء، مما سيحسن من الأجواء داخل الملعب. كما سيساعد في توفير ظروف مريحة للمشجعين في جميع الأوقات.
• إزالة الهياكل المعدنية: سيتم تفكيك الهياكل الحديثة التي أضيفت للملعب خلال كأس العالم 1990، وذلك لاستعادة الشكل التاريخي للملعب وفرادته.
• تحسين المرافق للمشجعين: يتضمن ذلك إضافة دورات مياه ومرافق تجارية جديدة، بالإضافة إلى تحسين سبل الدخول والخروج، مما يجعل زيارة الملعب أكثر راحة.
• بناء منشآت جديدة للأعمال: ستفتح المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، مما سيوفر بيئة ترفيهية كاملة للمشجعين ويزيد من مستوى الراحة بشكل عام.

ردود أفعال المشجعين

على الرغم من الأهداف الطموحة للنادي، أثارت التغييرات المقترحة ردود أفعال مختلطة بين مشجعي بولونيا. يدعم بعض المشجعين فكرة التجديد، معتبرين أن الملعب المُحدث سيساعد النادي في جذب الخصوم المهمين وإقامة بطولات هامة. بينما عبّر آخرون عن قلقهم من أن الهياكل الجديدة قد تضر بالطابع الفريد للملعب وتاريخيته.

ظهرت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي ومنتديات المشجعين، حيث قارن البعض التصميم الجديد بـ “وعاء مرحاض مستقبلي”، معبرين عن قلقهم من فقدان سحر الملعب الذي كان مصدر فخر للمشجعين على مدار السنوات.

موقف النادي والمدينة

تؤكد إدارة بولونيا أن تجديد الملعب يهدف إلى الحفاظ على قيمته التاريخية مع دمج المرافق الحديثة. وأوضح المدير العام للنادي، كلاوديو فالكوني: “نحن ندرك أن هذا الملعب ليس مجرد مكان للمباريات. إنه جزء من تراثنا وثقافتنا. هدفنا هو تحديثه بينما نحافظ على روحه”.

دعم عمدة بولونيا، فيرجينيو ميرولا، المبادرة وأشار إلى أن المشروع سيساهم في تطوير المدينة. وقال: “نسعى لإنشاء بنية تحتية تخدم الأغراض الرياضية وتُحسن نوعية الحياة في مدينتنا”.

الجوانب المالية للتجديد

ستلزم عملية تجديد الملعب استثمارات مالية كبيرة، ويعمل النادي بنشاط على إيجاد مصادر التمويل. من المتوقع أن يتم تمويل جزء من المشروع من خلال استثمارات الشركات الخاصة، بالإضافة إلى المنح الحكومية. كما يخطط النادي لجذب الرعاة الذين يرغبون في الاستثمار في تحديث الملعب.

يمكن أن تؤدي هذه العملية إلى زيادة إيرادات النادي، مما يسمح بتحسين الوضع المالي وضمان القدرة التنافسية في سوق الانتقالات. ستساعد زيادة سعة الملعب وتحسين المرافق للمشجعين على جذب المزيد من الزوار وزيادة الإيرادات من المباريات.

الخطوات المستقبلية

تستمر المناقشات بين النادي والسلطات المحلية مع المشجعين وأصحاب المصلحة للتأكد من أخذ آراء المجتمع بعين الاعتبار في التصميم النهائي. من المتوقع أن تبدأ أعمال التجديد في عام 2025، مع استكمال العمل المخطط له في ربيع عام 2027. من المهم أن يأخذ النادي بعين الاعتبار آراء المشجعين ويسعى لتحقيق توازن بين المتطلبات الحديثة والحفاظ على الطابع التاريخي للملعب.

مقارنة بالاستادات الأخرى

للتفهم الأفضل حول كيفية تأثير تجديد “ريناتو دالّارا” على النادي، سننظر في مقارنة مع استادات أخرى خضعت أيضًا للتحديث.

الملعب	السعة	سنة الافتتاح	سنة آخر تجديد	الخصائص
ريناتو دالّارا	30,000	1927	2027 (مخطط)	ملعب تاريخي، من المخطط تركيب سقف جديد
ملعب ويمبلي	90,000	1923	2007	واحد من أشهر الملاعب في العالم
ملعب الإمارات	60,000	2006	2016	مرافق حديثة، سعة كبيرة
ملعب أولد ترافورد	74,140	1910	2006	يُعتبر موطن مانشستر يونايتد
ملعب جيوفاني زيني	30,000	1968	2019	تم تجديده لتحسين المرافق

تُعتبر خطط تجديد ملعب “ريناتو دالّارا” خطوة هامة لنادي بولونيا والمدينة ككل. يسعى النادي لتحديث الملعب وتحسين المرافق للمشجعين، مع الالتزام بالمعايير الحديثة. ومع ذلك، من المهم مراعاة آراء المشجعين والحفاظ على التراث الفريد للملعب الذي له تاريخ طويل وأهمية خاصة للمدينة.

تسلط الحالة المعقدة لهذا المشروع الضوء على أهمية التوازن بين المتطلبات الحديثة والحفاظ على التراث التاريخي. سيتضح كيف ستتطور الأمور في المستقبل، اعتمادًا على التعاون بين النادي والمشجعين والسلطات المحلية. يمكن أن يصبح تحديث الملعب خطوة نحو تحسين البنية التحتية الرياضية، وأيضًا مصدر فخر للمدينة وسكانها.